أمزازي والي الجهة بعد أسابيع من تنصيبه : خطوات محسوبة ، و انتظارات مطلوبة
هيئة تحرير موقع سوس ماسة بريس
بقاعة الإجتماعات بمقر ولاية أكادير في شهر أكتوبر من السنة الماضية أشرف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت على تنصيب الدكتور سعيد امزازي واليا لجهة سوس ماسة خلفا للسيد احمد حجي ، وزير الداخلية حرص في كلمته اثناء مراسيم التنصيب على وضع خارطة طريق لعمل السيد الوالي الجديد ، خارطة تزاوج بين الانخراط في الدينامية الوطنية ،وبين تكريس توجه صاحب الجلالة بجعل أكادير وسط المملكة .
فقد أكد عبد الوافي لفتيت إلى كون لحظة التنصيب “تكتسي أهمية خاصة بالنظر للسياقات الوطنية التي جاءت فيه، فمن جهة، تواجه بلادنا تداعيات ما بعد الأزمة من خلال تدبير آثار الزلزال الذي ضرب عدة عمالات وأقاليم من المملكة، وكذا تجاوز تداعيات الأزمة الصحية الأخيرة”.
“ومن جهة أخرى، تتطلع المملكة إلى إعطاء دفعة قوية لمسارها التنموي من خلال تنزيل العديد من البرامج الاقتصادية والاجتماعية الهامة فضلا عن الاستعداد لاحتضان عدد من التظاهرات الرياضية الدولية الكبرى، آخرها نيل المملكة شرف تنظيم كأس العالم سنة 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال”.
واعتبر الوزير أن جهة سوس ماسة جزء من هذه الدينامية الوطنية”عبر اعتماد عدد من البرامج التنموية، خاصة بعد الإعلان عن المبادرة الملكية لإطلاق برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020-2024، الذي يندرج في إطار التوجهات الملكية السامية الواردة في الخطاب التاريخي لجلالة الملك بمناسبة الذكرى 44 للمسيرة الخضراء، حيث دعا فيه جلالته إلى تعزيز البنية التحتية الأساسية بجهة سوس ماسة”.
قد تبدو ثلاثة أشهر غير كافية لتقييم عمل الوالي الجديد ، لكن ذلك لا يمنع أن نقف عند السمات العامة التي طبعت أسابيعه الأولى على رأس ولاية الجهة :
-لقد حرص السيد الوالي فور إمساكه لملفات الجهة مباشرة عقد الاجتماع الدوري للجنة التتبع الخاصة ببرنامج التنمية الحضرية بحضور رئيس جماعة أكادير عزيز أخنوش ،حيث وقف الإجتماع عند مراحل تطور إنجاز البرنامج ،حيث لاحظ المتتبعون حديث السيد الوالي و السيد رئيس جماعة أكادير عن جدولة زمنية للمشاريع المتبقية وهي الجدولة التي ستكون خارج الزمن الملتزم به في الاتفاقية الموقعة أمام جلالة الملك ،وهو ما اعتبره ناشطون بالمجتمع المدني بمثابة اعتراف بفشل الالتزام بالمواعيد المقررة أمام الملك ، وعزى المهتمون ذلك الى تأثير جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية على سير عمل المقاولات الملتزمة بتنفيذ بالمشاريع ،ناهيك عن تعثر تحصيل مساهمات الشركاء في آجالها المحددة وفي مقدمتها جماعة أكادير التي لم تتمكن من استكمال حصتها رغم كل المجهودات المبذولة وسبب هذا العجز يرجع إلى تأخر إجراءات مسطرة بيع العقارات بما فيها المخيم الدولي و المستودع البلدي .
-قيام السيد الوالي بخرجات سميت بالاستكشافية للجماعات الترابية بأكادير اداوتنان بغرض التعرف عن قرب على الإقليم ، وهي الخرجات التي عابتها بعض الجهات المتابعة للشأن المحلي و التي اعتبرت أن الأولوية يجب أن تعطى للأقاليم البعيدة بدل الاكتفاء بالزيارات لمحيط مدينة أكادير التي تحتضن مقر الولاية.
-إنفتاحه على الجسم الإعلامي حيث عمد إلى استقبال الجسم الإعلامي والصحفي بمكتبه في خطوة تعكس التزاماً بتعزيز التواصل وبناء الثقة مع الجسم الصحفي، حيث أعرب والي جهة سوس ماسة السيد سعيد أمزازي عن سعادته باستقبال أعضاء مكتب النادي الجهوي للصحافة، وأشاد الوالي بأهمية هذا اللقاء في تعزيز التواصل وتحقيق التفاهم المشترك بين السلطات المحلية والجسم الصحفي في المنطقة.
بمقر جماعة تيزي نتاست، إقليم – تارودانت،عقد السيد الوالي اجتماعا موسعا خصص لتدارس عملية إعادة الإعمار وبناء المنازل المدمرة بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز بإقليم تارودانت، أياما بعد ذلك مسيرة على الأقدام قام بها من قالوا انهم تم اقصاءهم من الدعم المخصص لضحايا الزلزال ،المسيرة التي توجت بوقفة امام مقر ولاية أكادير ، تعاملت معها السلطات بشكل سلمي و فتح حوار لمعرفة خلفيات وتداعيات هذا التحرك أسابيعا بعد ان حط السيد الوالي الرحال بالجهة.
-سارع السيد الوالي لتنفيذ قرار سحب سيارات الأجرة المتهالكة من الخدمة بمدينة أكادير و التي تجاوز عددها 150 سيارة أجرة ،وجاء ذلك بعد قرار عاملي لم يجد طريقه للتنفيذ من طرف مصالح ولاية الأمن الا بعد ان تناولت منابر إعلامية الموضوع مواجهة بأصابع الاتهام لولاية الأمن بأنها تجاهلت قرار السيد الوالي .
-قرار عزل رئيس جماعة أورير و نائبيه تقول مصادرنا أنه نتاج خطوة قام بها السيد الوالي السابق ،لكن استكمال الإجراءات تم في ولاية الوالي الحالي ، وبين من يقول انه هو من قام بالخطوة و بين من ينسبها للوالي السابق ،تبقى خطوة محسوبة للولاية خاصة وأنها اتخدت في حق رئيس ينتسب الى حزب رئيس الحكومة وهو في نفس الوقت رئيس لجماعة أكادير .
قد نكون أغفلنا محطات ،لكن هذا الجرد السريع لتحركات الوالي سعيد أمزازي بجهة سوس ماسة تعطي الانطباع أن الرجل يحاول جاهدا أن يسارع الوقت حتى تكون مدينة أكادير في موعدها مع انهاء برنامج التنمية الحضرية الذي يشكل الهاجس الأكبر لكل الفاعلين بالجهة لما سيكون له من أثر على الدينامية التنموية بالجهة .
والأسابيع القليلة التي أمضاها الوالي على رأس جهة سوس ماسة تبدو غير كافية للحكم على سياسة الرجل و تطلعاته ، لكنها تبقى مؤشرا قويا بأن هناك فلسفة جديدة ورؤية تختلف عن سابقه وهو ما يتمنى المهتم بالشأن المحلي ان تكون في خدمة وسط المغرب .