إجراءات صارمة من أمزازي لحماية تنوع تيملالين الإيكولوجي والحفاظ على أمان الزوّار
في خطوة تهدف إلى الحفاظ على التوازن البيئي وضمان سلامة الزائرين، قرّرت السلطات الولائية بأكادير إغلاق طريق الولوج إلى منطقة تيملالين الإيكولوجية شمال تامري، بشكل مؤقت. تأتي هذه الخطوة في إطار تدابير تروم حماية النظام البيئي الفريد للمنطقة، التي تحتضن آخر مستعمرة لطائر أبو منجل الأصلع الشمالي المهدد بالانقراض، فضلاً عن المحافظة على سلامة السياح وسط ظروف جغرافية صعبة.
وبحسب معلومات توفّرت لـ”سوس ماسة بريس“، فإن القرار جاء بتنسيق بين السلطة المحلية والقوات المساعدة والدرك الملكي، وبمشاركة الوكالة الوطنية للمياه والغابات ومحاربة التصحّر. ويأتي هذا التحرك تزامناً مع حملة تطهيرية واسعة نفّذتها السلطات منتصف الشهر الماضي ضد الأكواخ العشوائية المقامة على الملكين الغابوي والبحري، وذلك في مسعى لتثبيت قواعد الاستدامة البيئية ومنع أي انتهاك للمناطق الحساسة.
تتميّز منطقة تيملالين الإيكولوجية بكثبانها الرملية الذهبية وإطلالاتها الخلابة على المحيط الأطلسي، ما جعلها وجهة سياحية مفضّلة. لكن وعورة تضاريسها، وغياب الإنارة الليلية، بالإضافة إلى توثيق عدد من الحوادث الناجمة عن انحدارات حادة، دفعت السلطات إلى فرض ضوابط زمنية على الزيارات. ففي ظل الإجراءات الجديدة، يُمنع دخول المركبات إلى الطرق الساحلية الداخلية، ويقتصر التجوّل على السير على الأقدام خلال ساعات النهار (من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءً). وبذلك، يمكن للزوار ركن سياراتهم بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 1، ومتابعة رحلتهم سيراً للتمتع بمشاهد طبيعية نادرة.
هذا الإجراء يهدف، وفق مصادر “سوس ماسة بريس“، إلى التوفيق بين ضرورات الحفاظ على البيئة وضمان استمرارية النشاط السياحي، مع تشديد المراقبة الأمنية لمنع السلوكيات السلبية وتشويه المنظر العام. ويأتي هذا كله في إطار استراتيجية أوسع لحماية التنوع البيولوجي، خصوصاً أن منطقة تيملالين مصنفة كمحمية وطنية منذ عام 1991 وتحظى بحماية دولية وفق اتفاقية “رامسار” للمناطق الرطبة.
بهذه الخطوة، تسعى السلطات إلى ضمان أن يستمر الزوار في الاستمتاع بالكنوز الطبيعية الفريدة لهذه المنطقة، مع تحقيق توازن يضمن سلامتهم ويصون الإرث البيئي للأجيال القادمة.
