عمالة أكادير إداوتنان

إعادة تأهيل حديقة «وادي الطيور» في أكادير: خطوة نحو تعزيز السياحة البيئية والتنمية المستدامة

 

 

تعد حديقة «وادي الطيور» في أكادير من المشاريع الحيوية التي تشهد إعادة تهيئة وتطوير شاملة، وذلك ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020-2024 الذي حظي بتوقيع ملكي. تبلغ التكلفة الإجمالية لهذا المشروع الطموح 74 مليونًا و640 ألف درهم، مما يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الجهات المعنية لإعادة إحياء هذا المرفق الطبيعي.

تمتد الحديقة على مساحة ثلاثة هكتارات، وسيتم إعادة تصميمها لتشمل أربع بحيرات وشلالات، مما يضفي عليها جمالًا طبيعيًا ساحرًا. كما سيتم إنشاء محمية للطيور الإفريقية والأمريكية، ما يعزز من جاذبيتها للزوار ومحبي الطبيعة. ولم تغفل الخطة إنشاء مقهيين ومآوي لـ500 فصيلة من الحيوانات، مما يضمن راحة الزوار وتوفير بيئة ملائمة للحيوانات.

ومن ضمن المرافق الجديدة التي ستُضاف للحديقة، بناية بمساحة 900 متر مربع، بالإضافة إلى 69 فضاءً مختلفًا مخصصًا للزوار، مما يتيح لهم تجربة فريدة وممتعة. هذه الإضافات تأتي في سياق الرغبة في تحويل الحديقة إلى وجهة سياحية بارزة، تجذب الزوار من داخل وخارج أكادير.

الحديقة كانت تعاني في السابق من إهمال كبير، حيث لم تكن تُغري الزوار بالدخول إليها بسبب حالتها المتردية. كما أن الحيوانات التي كانت تقطن الحديقة عانت من سوء الرعاية، مما أدى إلى نفوق العديد منها. هذا الإهمال كان نتيجة لعدم الاهتمام الكافي من قبل المجلس الإقليمي لأكادير، الذي كانت الحديقة تندرج ضمن ممتلكاته.

ومع بدء تنفيذ مشروع التأهيل، تتجه الأنظار إلى مستقبل واعد لحديقة «وادي الطيور»، حيث ستتحول إلى رمز للتنمية المستدامة ومثال حي على كيفية استثمار الموارد لتحسين البيئة المحلية وتعزيز السياحة البيئية. من المتوقع أن تسهم هذه التغييرات في استقطاب المزيد من الزوار، مما ينعش الاقتصاد المحلي ويسهم في تحسين جودة الحياة في مدينة أكادير.

تُعد هذه الجهود دليلا على الالتزام بتحقيق رؤية مستقبلية لأكادير، ترتكز على التنمية الشاملة والمستدامة، وتؤكد أن الاستثمار في المشاريع البيئية يمكن أن يكون له عوائد إيجابية كبيرة على المجتمع ككل.

إن إعادة تأهيل حديقة «وادي الطيور» ليست مجرد مشروع بنية تحتية، بل هي مبادرة ثقافية وبيئية تهدف إلى رفع الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي. كما تسعى إلى تشجيع السلوكيات المستدامة بين الزوار من خلال توفير بيئة تعليمية وتثقيفية تدمج بين الترفيه والمعرفة. هذا النهج الشامل يضمن أن تكون الحديقة وجهة مفضلة للأسر والمدارس والمجموعات السياحية، مما يعزز من مكانة أكادير كمدينة رائدة في مجال السياحة البيئية والتنمية المستدامة.

بقلم: محمد وعراب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?