الدشيرة الجهادية تحتفي برموز العطاء وتكرّم أبناءها في حفل الاعتراف بالجميل

احتضنت مدينة الدشيرة الجهادية، يوم الجمعة 27 يونيو الجاري، حفلاً تكريمياً نظمته جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي ومتقاعدي الجماعة بشراكة مع المجلس الجماعي، في قاعة حفلات متميزة بالمدينة، وذلك في إطار التفعيل السنوي لبرنامجها الاجتماعي تحت شعار: “سوف تبقى ذكراكم خالدة”، في مشهد إنساني نبيل يترجم فلسفة الوفاء والعرفان.

الحفل الذي حضره السيد إسماعيل أبو الحقوق، عامل عمالة إنزكان أيت ملول، شكّل لحظة دافئة امتزج فيها الرسمي بالعاطفي، والرسالة الرمزية بالبعد الاستراتيجي، حيث تم تكريم موظفين أفنوا سنوات من عمرهم في خدمة الجماعة والمواطن، ليظل الوفاء خيطاً ناظماً لسياسات الجماعة تجاه مواردها البشرية.

في كلمته الافتتاحية، أكد رئيس جماعة الدشيرة الجهادية، السيد إبراهيم الدهموش، أن هذا الحفل لا يقتصر فقط على تقليد سنوي، بل هو تعبير عن ثقافة مؤسساتية ترسخ لقيم الاعتراف والكرامة، في أفق تطوير تصور شمولي يضمن للمتقاعدين فضاء خاصاً يؤوي أنشطتهم الثقافية والترفيهية بعد نهاية المسار الإداري.

وفي مبادرة تعكس دينامية المدينة ونجاحاتها في مختلف المجالات، عرف الحفل أيضاً تكريم فريق أولمبيك الدشيرة لكرة القدم، الذي خطّ هذا الموسم إنجازاً تاريخياً بازدواجيته: الصعود إلى القسم الوطني الأول من البطولة الاحترافية، والتتويج بـ كأس التميز، وهو ما يعد ثمرة لعمل قاعدي جماعي يؤمن بأن الرياضة جزء من التنمية المحلية.

وخلال كلمته بالمناسبة، لم يفوّت العامل إسماعيل أبو الحقوق الفرصة دون الإشادة بهذا التكريم المزدوج، معتبراً إياه “رسالة إنسانية بامتياز” تجسّد عمق العلاقة بين الجماعة وموظفيها، ومؤشراً على مستوى نضج المؤسسات المحلية بالدشيرة الجهادية، التي قال عنها: “رغم صغرها الجغرافي، فهي كبيرة برجالاتها، وتمثل نموذجاً يُحتذى به في جهة سوس ماسة بفضل تلاحم أبنائها وصدق أدائهم”.

الرسالة التي حملها هذا الحفل لم تكن فقط احتفالية أو شكلية، بل جسّدت رؤية متقدمة حول إدارة الموارد البشرية والاعتراف بالكفاءات، وربط الماضي التنموي للحاضرة بتاريخ رجال ونساء بذلوا حياتهم في صمت، ليسمو صوت الوفاء والتقدير عالياً في سماء مدينة لا تتوقف عن العطاء.