ثقافةوطني

الرايس الحاج أعراب أتيكي: نغمة من روح الأطلس وسخاء لا يعرف الحدود

 

في عالم الفن الأمازيغي، هناك أسماء لا تتكرر، ليس فقط بما قدمته من أعمال خالدة، بل بما تجسده من قيم نبيلة وأصالة متجذرة في عمق الهوية المغربية. من بين هذه الأسماء، يسطع نجم الفنان الرايس الحاج أعراب أتيكي، أحد كبار رواد فن “أحواش” و”الروايس”، الذي لم يكن فقط صوتاً للتراث بل رمزاً للكرم والإنسانية.

ولد الرايس الحاج أعراب أتيكي في قلب الجنوب المغربي، ونشأ وسط بيئة غنية بالإيقاعات الشعبية والملاحم الشفوية. منذ بداياته، اختار أن يكون امتداداً حياً لتراث الأمازيغ، فنحت بصوته وكلماته مساراً فنياً تميز بالالتزام والجودة. أعماله لا تنحصر في الترفيه بل تتعداه إلى التأريخ والتحسيس، حيث يغني عن الأرض، عن الإنسان، عن القيم، وعن التحولات التي عرفها المجتمع القروي الأمازيغي.

 

أغانيه مثل “أمارك ن تافوكت” و”أسكي ن لمعان” أصبحت جزءاً من ذاكرة فنية جماعية، تُتلى في الأعراس والمناسبات كأدعيةٍ جماعية للفرح والحكمة.

ما يميز الرايس أتيكي ليس فقط أداؤه المتميز أو براعته في نظم الكلمات والأنغام، بل أيضاً سلوكه الإنساني وسخاؤه الذي يُضرب به المثل. فالرجل، رغم كل ما حققه من شهرة وتقدير، لم يغادر أبداً جذوره أو يُدار ظهره لجيرانه وأبناء منطقته. بيته مفتوح لكل محتاج، ويده ممدودة لكل طارق للباب.

في زمن تسود فيه الماديات، حافظ الحاج أعراب على إرث “تيمْغارين” و”تيويزي”، حيث يضع الفن في خدمة الإنسان، ويجعل To من كل حفل فني مناسبة للعطاء، سواء بالدعم المادي أو بالكلمة الطيبة.

 

لا يمكن الحديث عن الحاج أعراب أتيكي دون التوقف عند شخصيته المتواضعة، التي تجمع بين الوقار والبساطة. يحرص في كل ظهور له على احترام الجمهور، وعلى أداء رسالته الفنية بروح نزيهة. لم يسعَ يوماً وراء الأضواء، بل جعل من المسرح منصة للتعبير عن قضايا الناس وأحلامهم.

 

كما أنه لم يغفل عن جيل الشباب، حيث ظل دائماً مشجعاً لهم، حاضناً للمواهب الصاعدة، وموجهاً لهم ليحملوا المشعل دون التفريط في هوية الفن الأمازيغي وروحه.

الرايس الحاج أعراب أتيكي ليس مجرد فنان. هو ذاكرة حية لفن عريق، وضمير إنساني نقيّ. هو من أولئك الرجال الذين، مهما مر الزمن، تظل بصمتهم خالدة في القلوب قبل أن تُكتب في دفاتر التاريخ.

 

فله من كل محب للفن الأصيل وللقيم النبيلة، أسمى عبارات التقدير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?