الشباب في قلب المشهد السياسي: الجامعة الصيفية لأكادير تفتح آفاقا جديدة للمستقبل
احتضنت مدينة أكادير أيام 13 و14 شتنبر2024 الجامعة الصيفية للشباب، حيث انطلقت الفعاليات في مسرح الهواء الطلق، وسط حضور كبير لأعضاء المكتب السياسي للحزب الذي نظم من طرف شبيبة الحزب . تم إلقاء كلمات هامة حول السياسات العامة للدولة، مع التركيز على مفهوم الدولة الاجتماعية والحصيلة التي حققها الحزب خلال نصف الولاية الانتدابية. شهد الحدث حضور 3500 شاب وشابة من مختلف المدن والعواصم المغربية، مما جعل الحفل يتميز بتنظيم محكم واحترافية عالية، مع استراتيجية واضحة لنقل الأفكار والرؤى.
في افتتاح الجامعة، ألقى الأمين العام للحزب، عزيز أخنوش، كلمة مؤثرة سلط فيها الضوء على أهمية هذه اللقاءات في تعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية. أكد أخنوش أن الشباب هم قوة المستقبل وأنهم يلعبون دورا حاسما في تحقيق التنمية الشاملة التي يسعى المغرب إلى تحقيقها. كما شدد على ضرورة تأهيل الشباب وتوفير الفرص لهم للمشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات، مشيرا إلى أن الحكومة تولي اهتماما خاصا لدعم الشباب من خلال برامج متعددة تهدف إلى تأهيلهم وإدماجهم في سوق العمل والمجالات المختلفة.
وأشار أخنوش أيضا إلى أن الدولة الاجتماعية التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها تعتمد بشكل كبير على إشراك الشباب في كل القطاعات، لافتا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تعاونا وثيقا بين الأجيال لتجاوز التحديات وتحقيق الطموحات الوطنية. كما أضاف أن الحزب حقق إنجازات ملموسة في نصف الولاية الانتدابية، وأنه مستمر في العمل لتحقيق المزيد من التقدم في مختلف المجالات.
وفي كلمته، أشار الرئيس أيضا إلى الانتخابات الجزئية الأخيرة التي حقق فيها الحزب نتائج إيجابية وممتازة جدا، معتبرا أن هذه المؤشرات الجيدة تعزز الثقة في المستقبل. وأكد أن هذه النتائج تعكس رضا المواطن المغربي ووعيه بعمل الحكومة، والدليل على ذلك هو الإنجازات الأخيرة التي حققها حزب التجمع الوطني للأحرار في هذه الانتخابات.
واختتم أخنوش كلمته بدعوة الشباب إلى الاجتهاد والعمل الجاد لتحقيق أهدافهم والمساهمة في بناء مغرب المستقبل، مؤكدا أن أبواب المشاركة مفتوحة لكل من يمتلك الكفاءة والإرادة لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع.
في اليوم الثاني، انتقلت أنشطة الجامعة الصيفية للشباب إلى إحدى المدارس العليا بحي تيليلا، حيث تم تنظيم ورشات عمل في 11 قاعة، قادها وزراء بارزون مثل مصطفى بايتاس، شكيب بنموسى، وسعيد الصديقي، إلى جانب مجموعة من الأساتذة والمختصين. قدموا خلالها إرشادات وتوجيهات للشباب حول كيفية الانخراط في عالم السياسة، مؤكدين أن باب المشاركة مفتوح لكل من يمتلك الكفاءة والإرادة القوية. وشددوا على أهمية الاجتهاد والعمل لمن يطمح في اقتحام هذا المجال، مع إبراز أهمية التحصيل العلمي والمعرفة السياسية.
كما تم تسليط الضوء على الحصيلة التي حققها المغرب في مختلف المجالات، والمشاريع الكبرى التي يتم الإعداد لها، بما في ذلك الاستعدادات لكأس العالم، إضافة إلى تعزيز برامج الدعم الاجتماعي التي تهدف إلى تحسين أوضاع الفئات الهشة. وفي ختام الجامعة، اجتمع الشباب بقيادة الحسن السعيدي في القاعة الكبيرة للاستماع إلى الكلمة الختامية والبيان النهائي، الذي تضمن تلخيصا لأبرز النقاط والتوصيات التي تم التوصل إليها خلال هذا الحدث المميز.
شهدت الجامعة الصيفية للشباب بأكادير تفاعلا
مميزا، حيث تميزت الجلسات بالنقاشات الثرية بين المشاركين والمتحدثين، مما أتاح للشباب فرصة فريدة للتعبير عن آرائهم وطموحاتهم. تمحورت الحوارات حول دور الشباب في المشهد السياسي المغربي وكيفية تعزيز مشاركتهم في اتخاذ القرار، مع التركيز على أهمية التكوين المستمر والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية والمدنية.
كما تم استعراض التحديات التي تواجه الشباب اليوم، سواء في ما يتعلق بسوق العمل أو التعليم أو التحولات الرقمية التي تشهدها البلاد. كان من اللافت مشاركة العديد من رواد الأعمال الشباب الذين قدموا تجاربهم الناجحة، وأكدوا أن الابتكار وروح المبادرة هما المفتاحان الرئيسيان لتحقيق التنمية المستدامة.
خلال الورشات، تم توجيه الشباب حول كيفية الاستفادة من الفرص المتاحة لهم، خاصة في ظل البرامج الوطنية التي أطلقتها الحكومة لدعم الشباب، مثل برنامج (فرصة) وبرامج أخرى تهدف إلى تمويل المشاريع الناشئة وتوفير الإرشادات اللازمة لتحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة.
وفي السياق الاجتماعي، أكد المتحدثون أن الشباب يشكلون العمود الفقري للمجتمع المغربي، وأن إشراكهم الفعلي في مختلف المجالات سيكون له دور محوري في بناء مستقبل أفضل. تم التأكيد على أن المغرب يعيش مرحلة انتقالية تستوجب من الشباب المشاركة بفعالية، ليس فقط في المجال السياسي، بل أيضا في المجتمع المدني والقطاع الخاص، بما يسهم في دفع عجلة التقدم والتنمية.
اختتمت الفعاليات بإشادة عامة من الحضور بتنظيم هذا الحدث ونجاحه في تحقيق أهدافه، حيث عبّر العديد من المشاركين عن مدى استفادتهم من هذه التجربة وتطلعهم إلى أن تستمر مثل هذه المبادرات في المستقبل، لتكون منبرا يعزز تواصل الأجيال الشابة مع صناع القرار ويساهم في تكوين جيل واع ومؤهل لقيادة المستقبل.
بقلم : محمد وعراب