رياضةعمالة أكادير إداوتنان

المنشآت الرياضية في أكادير: تاريخ حافل وإهمال مؤسف

تمثل المنشآت الرياضية جزءا أساسيا من تاريخ أي مدينة، حيث تجسد ذاكرة جماعية لأجيال من الرياضيين والجماهير. في أكادير، شهدت المدينة محطات رياضية بارزة لكنها للأسف أصبحت اليوم جزءا من الماضي، تاركة وراءها فراغا كبيرا أثر على الفرق المحلية والمشهد الرياضي بشكل عام.

_ملعب بيجون. البداية المفقودة

كان ملعب بيجون، الذي كان يحتل موقعا استراتيجيا في كورنيش أكادير، رمزا للحياة الرياضية والترفيهية في المدينة. بعد إزالته، تحول الموقع إلى مجرد مرأب للسيارات، محولا ذكرى المكان إلى مجرد وظيفة يومية عادية.

_ملعب عبد الله ديدي. النهاية التجارية

بعد ملعب بيجون، جاء ملعب عبد الله ديدي في حي القصبة، والذي كان ملتقى للشباب والرياضيين. للأسف، لم يسلم هو الآخر من موجة التدمير، حيث أزيل بالكامل ليتم إضافته إلى المركز التجاري (سوق الأحد)، مما يعكس الأولويات الاقتصادية على حساب الرياضة.

_ملعب الانبعاث. أيقونة في مهب الريح

أما ملعب الانبعاث، فهو معلمة تاريخية ورياضية في قلب أكادير، بشارع الحسن الثاني. هذا الملعب شهد على مدار أكثر من 35 سنة أحداثا رياضية كبرى، منها مباريات فرق المدينة مثل حسنية أكادير ورجاء أكادير، إضافة إلى استقبال أندية وطنية كبرى. كان هذا الصرح الرياضي أيضا مدرسة لتكوين أجيال من اللاعبين الذين تعلموا أساسيات كرة القدم على بساطه الأخضر. ومع ذلك، فإن هذا الإرث أزيل بشكل مؤلم، مما شكل جريمة في حق ذاكرة المدينة وتاريخها الرياضي.

الوضع الرياضي الحالي: أزمة المنشآت

اليوم، تعاني أكادير من ندرة المنشآت الرياضية، حيث لا يوجد سوى ملعب واحد يستغل من قبل فريق حسنية أكادير، وهو ملعب (أدرار الكبير). ورغم كبر حجمه وتجهيزاته، فإنه يخضع حاليا لإصلاحات كبرى تحضيرا لاستضافة المغرب لتظاهرات رياضية عالمية مثل كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم.

التداعيات على حسنية أكادير

أجبرت هذه الظروف فريق حسنية أكادير على استقبال خصومه في ملعب برشيد، الذي يبعد حوالي 450 كيلومترا عن المدينة، مما شكل عبئا ماديا هائلا على الفريق الذي يعاني أصلا من أزمة مالية خانقة. هذا الوضع يعكس تحديا كبيرا يواجه الفرق السوسية التي تجد نفسها اليوم في مأزق بسبب غياب الدعم المحلي وتجاهل المسؤولين للشأن الرياضي.

دعوة للتغيير

إن إعادة الاعتبار للبنية التحتية الرياضية في أكادير أصبح ضرورة ملحة. فهذه المدينة الجميلة، التي طالما كانت رمزا للرياضة والثقافة، تستحق رؤية رياضية تضمن استدامة النشاط الرياضي وتدعم الفرق المحلية لتستعيد مجدها على الساحة الوطنية والدولية.

التاريخ لن ينسى، والرياضة في أكادير تنتظر صحوة تعيد إليها مجدها المفقود. بقلم : محمد وعراب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?