في إطار فعاليات ملتقى موسم التمور في نسخته العشرين، احتضنت جماعة تفجيجت ندوة فكرية وقانونية بالغة الأهمية حول موضوع الإرث والأراضي السلالية، بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين والفاعلين المحليين. وقد شكّل هذا اللقاء إحدى أبرز محطات البرنامج الثقافي للموسم، لما يحمله من قيمة معرفية تسعى إلى تعزيز الوعي القانوني والاجتماعي لدى الساكنة.
الندوة ناقشت بإسهاب الإشكالات المرتبطة بتدبير الأراضي السلالية، والتحولات التشريعية التي عرفها هذا المجال، إضافة إلى أهمية الحفاظ على الحقوق الجماعية وتنظيم الاستغلال وفق مقاربة قائمة على الشفافية والحكامة الجيدة. كما تناول المتدخلون العلاقة العميقة التي تربط الإنسان بالأرض، وما يمثله هذا الإرث من امتداد تاريخي وثقافي يجسد ذاكرة الجماعة وهويتها.
وقد شدد المشاركون على ضرورة الانخراط الفعّال لمختلف الأطراف: السلطات الوصية، المنتخبين، ذوي الحقوق، والمجتمع المدني، من أجل تدبير عقلاني يضمن العدالة ويحافظ على السلم الاجتماعي. كما تم التأكيد على دور التوعية القانونية في تبديد الإشكالات المتكررة، وفهم المساطر التنظيمية، والحد من النزاعات المرتبطة بالملكية الجماعية.
هذه الندوة، التي جاءت ضمن احتفاليات موسم التمور العريقة، تعكس التحول الكبير الذي يعرفه الملتقى؛ إذ لم يعد مجرد مناسبة فلاحية، بل أصبح منصة فكرية وثقافية تُغني النقاش العمومي، وتساهم في تنمية الوعي الجماعي بقضايا الأرض والتراث.
وبذلك يواصل موسم التمور في نسخته العشرين ترسيخ مكانته كتظاهرة رائدة تجمع بين تثمين المنتوج المحلي، وإحياء التراث، وفتح فضاءات للنقاش العلمي المسؤول، لتظل تفجيجت فضاءً نابضاً بالاجتهاد، والذاكرة، والتنمية المستدامة.
