ثماني سنوات من الوعود: أين المستشفى الجامعي الجديد بأكادير؟
يتفق المختصون والمتتبعون لشؤون الخدمات الصحية على أن مستوى الخدمات الطبية والعلاجات التي تقدم في المستشفيات الجامعية يعد من أرقى المستويات العلاجية مقارنة مع المستشفيات العادية والمصحات الخاصة. يعود ذلك إلى توفر المستشفيات الجامعية على طاقم طبي وشبه طبي متخصص، وتجهيزات ومختبرات تقدم تحاليل دقيقة ومرتفعة الثمن.
ومن هذا المنطلق، بذل المسؤولون بجهة سوس ماسة عامة، وبمدينة أكادير على الخصوص، جهودًا كبيرة منذ ما قبل 2015/2016 لإحداث مستشفى جامعي في الجهة. تم توفير العقار اللازم لكلية الطب والصيدلة بجانب المستشفى الجامعي، والذي خصصت له قطعة أرضية مساحتها حوالي 29 هكتارا.
وفق سؤال كتابي للنائبة البرلمانية عن الاتحاد الاشتراكي، النزهة باكريم، موجه لوزير الصحة خالد أيت طالب، فقد تم إبرام صفقات تهيئة وبناء المستشفى الجامعي الجديد بأكادير منذ 2016، على أساس أن تنتهي الأشغال بعد ثلاث سنوات. ومع ذلك، انتهت الأشغال بكلية الطب والصيدلة وانطلقت الدراسة بها، دون أن يتم الشروع في بناء المستشفى الجامعي.
كان يُعول على المشروع الكبير للمستشفى الجامعي للاستجابة لطلب تكوين طلبة كلية الطب وتوفير التداريب اللازمة لهم، بالإضافة إلى تحسين الخدمة الصحية بالجهة، من خلال توفير 867 سريرا جديدا. إلا أن التأخير المستمر أثار استياء كبيرا في أوساط الهيئة الطبية والتمريضية بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، خاصة بعد تحويله إلى مستشفى جامعي بمرسوم صادر في 23 يوليوز 2018، دون توفير كافة الظروف المادية والمعنوية اللازمة للعمل كمؤسسة استشفائية جامعية.
مرت ثمان سنوات على إبرام صفقات البناء وست سنوات على بداية الأشغال بالمستشفى الجامعي الجديد بأكادير، وما يزال طلبة كلية الطب والصيدلة ينتظرون الاستفادة من هذه المؤسسة لاستكمال تكوينهم. كما أن نسبة كبيرة من سكان جهة سوس ماسة تضطر لتحمل أعباء السفر إلى مراكش، الدار البيضاء أو الرباط للحصول على العلاجات غير المتوفرة في الجهة.
تساءلت النائبة النزهة باكريم عن أسباب تأخير افتتاح وتشغيل المستشفى الجامعي الجديد بأكادير، وعن التدابير الاستعجالية التي ستتخذها الوزارة لتسريع افتتاحه. كما طالبت بمعرفة الموارد البشرية الطبية والتمريضية والتقنية التي أعدتها الوزارة لضمان تأمين مختلف التخصصات من حيث العدد وجودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.