جماعة أگينان طاطا: تساؤلات عن مصير المال العام وسط شكوك حول تنفيذ المشروع

أثار مشروع اصلاح ممر للراجلين في دوار أدخس، التابع لجماعة أكينان بإقليم طاطا، جدلاً واسعًا في الأوساط المحلية، بعدما ظهرت العديد من التناقضات بين التصريحات الرسمية وحالة المشروع الفعلية. ففي الوقت الذي كانت فيه الجماعة قد أعلنت عن تنفيذ المشروع وفق دراسة دقيقة و ميزانية تتراوح بين 10 الف و 15 الفد درهم، فوجئ السكان بحالة الممر الذي لا يتناسب مع التكاليف المعلنة، و يبين قصور فهم المجلس الجماعي الذي صادق على تمويل مشروع كهذا بميزانية لن تفي بالغرض مما دفعهم إلى التساؤل حول مصير الميزانية المخصصة لهذا المشروع، و ما كما طالبوا بإنجاز مشروع يتناسب مع حجم انتظاراتهم عوض تبديد أموال عمومية في سندات طلب تثير الكثير من الشبهات ولا تحقق الغاية من المشاريع .

فالمشروع، الذي كان من المفترض أن يُحسن من حركة السير في المنطقة ويوفر بيئة أكثر أمانًا للراجلين، تحول إلى مصدرا للقلق و لعدة استفسارات بعد “الانتهاء” من تنفيذه. فقد تبين أن الممر لا يتعدى كونه مجرد مجموعة من الأحجار المصفوفة بطريقة تقليدية باستخدام الطين، وهو ما يتناقض تمامًا مع التصريحات التي كانت قد أصدرت في وقت سابق حول جودة المشروع واكتماله. إضافة إلى ذلك، تزايدت الشكوك عندما تناقلت بعض الأنباء أن المشروع قد تم تنفيذه على نفقة أحد الأفراد بشكل شخصي، وهو ما أثار تساؤلات عدة حول مدى شفافية توزيع الميزانية ووجود أي تناقضات في ما يتعلق بالتمويل الرسمي للمشروع.

الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو غياب أي رد من المجلس الجماعي على استفسارات الصحافة والسكان الذين طالبوا بتوضيح مصير الاموال المخصصة للمشروع، بعدما وجهت الجريدة استفسارات عبر بوابة الحصول على المعلومات للمجلس المحلي. ورغم الجهود المتواصلة للحصول على إجابات رسمية، لم يتم تقديم أي توضيحات حتى اللحظة، مما زاد من حدة الاستياء ورفع من منسوب القلق بشأن إمكانية حدوث فساد أو إهدار للمال العام.

في ظل هذه الملابسات، بدأت الأصوات ترتفع مطالبة بفتح تحقيق رسمي للكشف عن تفاصيل المشروع وتحديد المسؤوليات. ويعتبر سكان دوار أدخس أن فتح تحقيق في هذه القضية بات أمرًا ضروريًا للحفاظ على المال العام وضمان تنفيذ المشاريع بشكل يليق بمصالح الساكنة. و يعيد الثقة في قدرة الجهات المسؤولة على تنفيذ مشاريع تنموية تحقق مصلحة المواطنين بشكل فعلي.