في يوم الثلاثاء 12 نوفمبر 2024، شهدت العاصمة المغربية الرباط زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها، حيث استقبلت نقابة المحامين بالرباط وفداً رفيع المستوى من نقابة المحامين الموريتانيين. الوفد الموريتاني، الذي كان برئاسة النقيب الأستاذ بونا الحسن الإدريسي، تضمن كذلك الكاتب العام لوزارة العدل الموريتانية، وذلك في إطار تعزيز التعاون بين المحامين في كلا البلدين الشقيقين.
الاستقبال الرسمي:
بدأت الزيارة بتكريم رسمي في مقر نقابة المحامين بالرباط في قصر العدالة بحي الرياض. وكان في استقبال الوفد الموريتاني نقيب المحامين بالرباط، الأستاذ النقيب رويبح، الذي أشرف على تنسيق كافة التفاصيل الخاصة بالزيارة. كما حضر حفل الاستقبال عدد من كبار المحامين المغاربة، إضافة إلى عدد من المسؤولين القضائيين، مما أضفى على المناسبة طابعاً رسمياً ومهنياً بارزاً.
وقد عبر النقيب بونا الحسن الإدريسي، رئيس نقابة المحامين الموريتانيين، عن سعادته بهذا الاستقبال الحار، مشيداً بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين المغربي والموريتاني، مؤكداً على أهمية تعزيز التعاون بين نقابتي المحامين من خلال تبادل الخبرات والممارسات القانونية في مجالات عدة.
المواضيع المطروحة للتعاون:
تطرقت المناقشات بين الطرفين إلى سبل تعزيز التعاون القضائي بين المغرب وموريتانيا في مختلف المجالات القانونية، بدءاً من تحسين مستوى الخدمات القانونية، وتبادل الخبرات في مجال التشريعات الحديثة، وصولاً إلى إنشاء برامج تدريبية مشتركة للمحامين من كلا البلدين.
كما تم التطرق إلى ضرورة تعزيز التنسيق في الملفات القانونية ذات الطابع الدولي، لا سيما في القضايا المرتبطة بالتحكيم الدولي، حقوق الإنسان، ومحاربة الفساد. وبالرغم من أن الزيارة كانت في جزء منها فرصة لتعميق العلاقات الشخصية بين المحامين، إلا أن الجانبين أكدا على أهمية العمل المشترك في مواجهة التحديات القانونية المشتركة.
حفل الغداء الفاخر:
وبعد اللقاء الرسمي، نظمت نقابة المحامين بالرباط حفل غداء فاخر على شرف الوفد الموريتاني، وذلك في مقر نادي المحاماة بحي السويسي. شهد الحفل حضور عدد كبير من المحامين المغاربة والموريتانيين، حيث تبادل الجميع الأحاديث والذكريات حول تجاربهم في مجال المحاماة، مشيرين إلى الدور الهام الذي تلعبه مهنة المحاماة في تعزيز العدالة وحماية حقوق الأفراد في المجتمع.
وقد كانت هذه المناسبة فرصة للمحامين من كلا البلدين للتعرف بشكل أفضل على القوانين والأنظمة القضائية في كل منهما، والعمل على فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات المحاماة والمجالات القضائية الأخرى.
تعاون مستدام:
إن الزيارة تأتي في وقت بالغ الأهمية بالنسبة لكلا البلدين، في ظل التحولات القانونية التي تشهدها المنطقة. ولذلك، فإن المأمول من هذه الزيارة هو أن تكون بداية لتعاون مستدام بين نقابات المحامين في كل من المغرب وموريتانيا، والذي سينعكس إيجاباً على مستوى الممارسات القانونية في البلدين.
وختاماً، تعتبر هذه الزيارة بمثابة خطوة مهمة نحو تعزيز الروابط القانونية بين المغرب وموريتانيا، وتأتي لتؤكد على أن العلاقات بين البلدين ليست مقتصرة فقط على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل تشمل أيضاً الجوانب القانونية، حيث يسعى المحامون في كلا البلدين إلى العمل سوياً لضمان العدالة وحماية الحقوق.
