شمس العشية : شركة stcr الخديعة الكبرى
الرباط الى أكادير في عشر ساعات .
من وحي تجربة شخصية مريرة :
الدكتور سدي علي ماءالعينين ، البيضاء ،يوليوز،2024.
محطة أنيقة تلك المحطة الطرقية التي شيدت في مخرج مدينة الرباط ، الخروج منها بعد الوصول ،والذهاب اليها قصد المغادرة قد يكلفك نصف مبلغ تذكرة الذهاب الى أكادير !
تقدمت الى فضاء التذاكر ، كل شيئ يبدو أنيقا ،وشباب امام الحواسيب ، سألت عن الشركة التي ارغب في إقتناء التذكرة منها و الساعة التي تناسبني ، رحب بي الشاب و طلب مني تسديد المبلغ و سلمني تذكرة السفر وطلب مني أن أكون بموقف الحافلات نصف ساعة قبل الموعد المحدد .
ذهبت رفقة صديق لقضاء بعض الاغراض لأعود في التوقيت المحدد الساعة السادسة مساء ،على ان يكون الإنطلاق بعدها بنصف ساعة .
الحافلة مكيفة ، كراسي جيدة ، وكثير من الكراسي فارغة ،وبعد استفساري من مساعد السائق اخبرني انها مقاعد مخصصة لمسافرين سيركبون من الدار البيضاء .
تأخرت الحافلة قرابة العشرين دقيقة ، و اخدت طريقها نحو الدار البيضاء ، لم اكن اعلم ما ينتظرني في هذه الرحلة العجيبة ، وجدتني اتجول في طرقات البيضاء من الشوارع الى الأزقة حتى وصلنا بناية بين العمارات تحمل نفس إسم الحافلة ، قيل لنا في البداية إننا سنتوقف للراغبين في اداء الصلاة ، نزلت من الحافلة ومشيت إلى مدخل البناية ليتبين لي انني بمحطة حافلات خاصة بالشركة .
بعد عودتي الى الحافلة ساجد شخصا يلوح لي بيده ويخبرني اننا سنغير الحافلة الى حافلة اخرى ،واننا علينا إنزال امتعتنا ،وأن هذه الحافلة القادمة اصلا من القنيطرة انهت رحلتها و ستبدأ حافلة اخرى بنقل المسافرين الى وجهتهم . لأعلم فينا بعد انها متجهة إلى منطقة بيكرى و أيت باها وصولا الى تافراوت .
الساعة تشير الى التاسعة ليلا والحافلة لم تغادر بعد محطتها المختبئة بين عمارات مدينة الدار البيضاء ،
استفسر مجددا مساعد السائق الجديد عن موعد الوصول الى أكادير ،ليخبرني بكل اريحية اننا سنصل إن شاء الله على الساعة الرابعة صباحا !!!
سفر من الرباط الى أكادير في عشر ساعات كاملة ،
الصاعدون الى الحافلة من الدار البيضاء وهم كثر يبدو انهم يصعدون حافلة ستبدأ رحلتها ،ونحن مجرد ركاب وقعوا في مصيدة شاب معتوه يجلس خلف الحاسوب ،طلبنا منه اسم الشركة التي نرغب فيها ،ورفضنا بعض مقترحاته وعاقبنا هذا العقاب الذي لا يحتكم لا الى منطق ولا الى مبرر.
ويقولون اننا بعد ست سنوات سننظم المونديال ، و اننا نجدد البنية التحتية ونطورها ، لكن المؤكد ان عقليتنا عتيقة ،و ارخص ما في هذا البلد هو الإنسان و الوقت وكرامة المواطن .
شركة تتلاعب بالزبناء ، ومحطة طرقية من الطراز الرفيع ترمي بمسافر في رحلة المجهول دون مراعاة .
تخيلوا معي ان يحدث هذا لسائح جاء يكتشف المغرب ؟
وانا اكتب هذا المقال لازالت الحافلة تجوب شوارع الدار البيضاء لترتمي في احضان الطريق السيار ، لكن قبل ذلك لابد لها ان تعيشنا معها جحيم الزحام.
حل الظلام والركاب الراكبون من الدار البيضاء سعداء بالرحلة ، لكنني انا وبعض من الركاب تبين لنا اننا ركبنا الحافلة الخطأ مع الشركة الخطأ في المحطة الخطأ …
ما بهكذا خدمات سنطور بلادنا ،وما بهكذا أسلوب وسلوك سنعطي البرهان اننا قادرون على أن نستقبل الضيوف .
فهل تعتبرون ؟
تتمة المقال : الساعة تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل ، الحافلة تغادر الطريق السيار لتحملنا على بعد عشرات الكيلومترات إلى منطقة شيشاوة ليرمى بنا امام مقهى بئيسة ،السائق ومرافقه على موعد مع طاجين مابعد منتصف الليل ،ونحن علينا أن نبقى مسمرين في اماكننا حتى ينتهي هؤلاء من وليمتهم !!!!
كيف تغادر الطريق السيار لنذهب إلى منطقة نائية في ما بعد منتصف الليل فقط من أجل عيون السائق ليتناول طاجينه!!!!
يبدو أن أكادير سنصلها يوم الاربعاء إن شاء الله .