رياضةعمالة أكادير إداوتنان

فريق حسنية أكادير: ثلاثون عامًا من الصمود والإنجازات بفضل رجالاته المخلصين

 

تأسيس وتاريخ عريق

تأسس فريق حسنية أكادير في عام 1946، ومنذ ذلك الحين، أصبح من الفرق العريقة في كرة القدم المغربية. حافظ الفريق على مكانته في قسم النخبة الأولى لمدة ثلاثين عامًا بفضل جهود رجالاته المخلصين وإدارة واعية وفعالة. على الرغم من التحديات العديدة، تمكن الفريق من الحفاظ على مكانته بفضل التخطيط السليم والحوافز المالية المقدمة للاعبين.

 

 دور المكتب المسير الحالي

ليس من العدل القول بأن المدرب الحالي هو من أنقذ الفريق من النزول. الحقيقة هي أن الجهود الكبيرة التي بذلها المكتب المسير الحالي هي العامل الحاسم في بقاء الفريق في قسم النخبة. فقد خصص المكتب مجموعة من الحوافز المالية للاعبين، ودفع لهم جميع المستحقات بما في ذلك الأجور الشهرية وأجزاء من منح التوقيع. هذه الخطوات أدت إلى تحفيز اللاعبين على بذل جهد مضاعف لضمان بقاء الفريق في قسم النخبة الأولى.

 

 أداء المدرب والانتدابات

على الرغم من الانتدابات الكبيرة التي قام بها المدرب الحالي، حيث جلب أحد عشر لاعبًا في الميركاتو الصيفي، إلا أن النتائج لم تكن على المستوى المطلوب. بعد إحدى عشرة دورة، لم يحقق الفريق سوى خمس نقاط من أصل ثلاث وثلاثين نقطة ممكنة، مما جعل الجمهور يتساءل عن جدوى الخطط والتكتيكات المعتمدة من قبل الإدارة التقنية.

 

 الحاجة إلى إدارة تقنية فعالة

تفتقر حسنية أكادير إلى مدير تقني أو “عين ثاقبة” قادرة على تقديم رؤية واستراتيجية واضحة للفريق. الجمهور يطالب بقدوم مدرب على مستوى عالٍ وإدارة تقنية فعالة لضمان مستقبل أفضل للفريق. الراحل با مسعود، رحمة الله عليه، كان رجل ميدان بامتياز وعينًا ثاقبة في المستوى المطلوب. هو الذي استطاع جلب مجموعة من اللاعبين الموهوبين من أبناء المدينة إلى مدرسة الفريق، وكان آنذاك المدرب المقتدر جمال الحرش يشرف على الإدارة التقنية لفريق الشبان. هو الذي أعد فريقا جاهزا، منسجما وتنافسيا، مما قدمه للمدرب الكبير محمد فاخر الذي كان وراء تتويج الفريق ببطولتين قبل عشرين سنة. ولا يمكننا نسيان الدور الكبير للرئيس المحنك صاحب القلب الكبير، سي الحسن بيجديكن، الذي كان وراء تحقيق هاتين البطولتين. نتمنى له الشفاء العاجل.

 

الحقبة الذهبية في عهد الرئيس أحمد بومكوك

عاشت الحسنية حقبة ذهبية في عهد الرئيس السابق أحمد بومكوك الذي كان وراء صعود الفريق إلى القسم الممتاز في الدوري المغربي قبل 30 سنة. استطاع بومكوك أن يخلق مدرسة نموذجية ومهيكلة للفريق تحت قيادة مجموعة من الأطر الكبار، ومن بينهم المدرب المقتدر ابن منطقة أنزا جمال الحرش الذي كان مدربا لفريق الشباب، وهو من طعم وزود الفريق الأول بلاعبين كبار، هم من فازوا بالبطولتين الوطنيتين آنذاك بقيادة المدرب الكبير محمد فاخر في موسمين رياضيين متتالين: سنة 2001-2002 وسنة 2002-2003.

 

 فترة عبد السلام بلقشور (2005-2006)

خلال موسم 2005-2006، تولى عبد السلام بلقشور رئاسة الفريق، وحقق إنجازا مهما بوصول الفريق إلى نهائي كأس العرش، حيث انهزم أمام أولمبيك خريبكة بهدف لصفر بمركب مولاي عبد الله بالرباط. لكن بعد هذا الإنجاز، بدأ بعض أعضاء المكتب يزعزعون استقرار الرئيس والفريق، مما جعله يقدم استقالته بعد عام واحد من التسيير الممتاز.

 

ولاية عبد الله أبو القاسم

جاء بعده عبد الله أبو القاسم، لكنه لم يفلح في قيادة الفريق إلى الإنجازات التي يطمح لها الجمهور السوسي، باستثناء اللعب على النجاة من النزول لولايتين متتاليتين دون تحقيق أي شيء يُدكر. في نهاية الموسم الرياضي 2013-2014، ترك الفريق.

الفترة الثانية: عهد الرئيس سيدينو

الفترة الثانية هي فترة الرئيس سيدينو، الذي قدم كل شيء للفريق لمدة تسع سنوات من 2014 إلى سنة 2023. كانت المواسم الرياضية 2017-2018 إلى 2019 من أفضل المواسم، حيث لعب الفريق أدوارا طلائعية تحت قيادة ميشيل أنخيل كاموندي بترسانته البشرية الممتازة التي تعج بالنجوم. كاد أن يفوز بالبطولة مرتين في هذين الموسمين لولا سوء الحظ وبعض الأخطاء التقنية، وكذلك كأس العرش الذي انهزم فيه أمام الاتحاد البيضاوي بالملعب الشرفي بوجدة سنة 2019. كما لعب موسمين متتالين في كأس الكونفيدرالية الإفريقية، لكن لظروف قاهرة وظلم تحكيمي واضح في بعض المقابلات، وخصوصا في مباراة الزمالك المصري بملعب القاهرة الدولي، لم يحالفه الحظ ولم يفز بأي لقب. رغم المجهودات التي بذلها الرئيس سيدينو، الذي كان يدعم الفريق من ماله الخاص في كل فترة يمر فيها الفريق بضائقة مالية، وضحى بالغالي والنفيس من أجل إسعاد الجماهير السوسية العريضة لكن لم يحالفه الحظ. للأسف الشديد، في منتصف السنة الماضية، قدم استقالته لأسباب شخصية.

توقعات الموسم المقبل

إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد يكون الموسم المقبل من أسوأ المواسم في تاريخ حسنية أكادير. بدون إدارة تقنية فعالة ومدرب قادر على قيادة الفريق بخطط واضحة وتكتيكات مدروسة، قد يجد الفريق نفسه مهددا بالنزول إلى القسم الثاني خاصة بعد تطبيق النظام الجديد نزول الفريقين الأخيرين في الترتيب العام، والفريقين المواليين سيخوضان مقابلة السد مع المحتلين للرتبة الثالثة والرابعة في القسم الثاني. ولكن نتمنى أن يكون الموسم الرياضي المقبل موسما استثنائيا ناجحا يشهد انطلاقة فعالة تعيد للفريق بريقه ومكانته في المقدمة بين الكبار.

 

فريق حسنية أكادير هو فخر مدينة أكادير وجماهيرها العريضة. للحفاظ على مكانته في قسم النخبة وتحقيق النجاحات المستقبلية، يجب أن تكون هناك تغييرات جذرية في الإدارة التقنية والاستراتيجية العامة للفريق. الجمهور السوسي العريض يطالب بإدارة تقنية جديدة وفعالة لضمان بقاء الفريق في القمة وتحقيق الإنجازات التي تليق بتاريخه العريق، بما يعكس التطور الذي تشهده الجهة والمدينة في مختلف القطاعات ويحقق الطموحات الرياضية للمنطقة.

 

بقلم: محمد وعراب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× How can I help you?