مهرجان بوتكورايت بوطروش: احتفاء بالتراث الثقافي ونهج استراتيجي لحفظ الذاكرة الشفوية

شهدت النسخة الخامسة من مهرجان بوتكورايت بوطروش – إقليم سيدي إفني نجاحًا باهرًا، حيث شكل المهرجان فرصة لتعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي بشقيه المادي واللامادي. تحت شعار “حماية التراث الثقافي: أية استراتيجية لتوثيق الذاكرة الشفوية؟”، نظمت جمعية اسمكان بوطروش هذه الفعالية بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، خلال الفترة من 27 إلى 29 يناير 2025.
فعاليات متعددة ومشاركة وازنة
تميز المهرجان ببرمجة متنوعة شملت ورشات فنية وترفيهية للأطفال، وندوة فكرية حول “البنيات الثقافية بإمجاظ نتزلمي”، التي أطرها الأساتذة محمد أمسكور ومحمد سيق. وقد ناقش المشاركون في الندوة سبل توثيق وحفظ الذاكرة الشفوية، نظرًا لغنى المنطقة ثقافيًا وتاريخيًا، حيث تشتهر بفنون أحواش، اسمكان، العمارن التقليدي، والنقوش الصخرية.
الفن والموروث الثقافي في قلب الحدث
لم يكن المهرجان مجرد لقاء أكاديمي، بل كان مناسبة لتقديم عروض تراثية استقطبت جمهورًا غفيرًا. حيث افتتحت فعاليات السهرة الكبرى بعرض لفن اسمكان، تلاه فن أحواش إمجاظ، بمشاركة نخبة من شعراء السايس مثل المحفوظ زنيور، محمد أكرمون، الحسين أنضام، والطاهر إدحمود. كما أحيا الفنانان محمد المرجان وأحمد بولعياض فقرات موسيقية أضفت على المهرجان طابعًا فنيًا مميزًا.
تكريم شخصيات تركت بصمتها في العمل الاجتماعي
كجزء من التقدير والعرفان، خصص المهرجان فقرة تكريمية لشخصيات كان لها دور بارز في التنمية المحلية، من بينهم المرحوم الحسين أمهراوي، الذي أسهم في إحداث سوق ارعاء بوطروش، والمرحوم الحاج إبراهيم أهموش، أحد أبرز الفاعلين في المجال الجمعوي والإنساني بإمجاظ.
واختُتم المهرجان بتوصيات ركزت على ضرورة استكمال الجهود الأكاديمية لحفظ الذاكرة الشفوية للمنطقة، وجعل التراث الثقافي ركيزة للتنمية المستدامة. وقد أكد المنظمون على أهمية مواصلة دعم مثل هذه التظاهرات الثقافية لتعزيز الهوية المحلية وضمان استمرارية الموروث الثقافي للأجيال القادمة.