نوستالجيا – عاطفة الأمس: عرض مسرحي تاريخي يُحيي قصبة أكادير أوفلا
حطت مساء الأربعاء الماضي النسخة الثانية من البرنامج الثقافي نوستالجيا. عاطفة الأمس. رحالها بقصبة أكادير أوفلا التاريخية. تميزت هذه التظاهرة بحضور رئيس الحكومة، ورئيس المجلس الجماعي لأكادير، عزيز أخنوش، ووزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، ووالي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، سعيد أمزازي، ورئيس جهة سوس ماسة، كريم أشنكلي، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الثقافية.
تضمنت الفعالية عرضا مسرحيا وفنيا يستعيد بعض التمظهرات الثقافية للحضارات التي تعاقبت على قصبة أكادير أوفلا الأثرية. وقدم هذا العرض تمثيلات تاريخية تحيي قصصًا وتقاليد من تاريخ أكادير، مما منح الجمهور الحاضر تجربة غامرة مكنتهم من التفاعل مع أنماط الحياة القديمة ومشاهدة كيفية عيش الأجيال السابقة.
تطرق العرض التاريخي إلى المراحل الرئيسية التي شكلت تاريخ قصبة أكادير أوفلا ومنطقة سوس ماسة بشكل عام، بدءا من الاحتلال البرتغالي وإنشاء محطة الصيد (جواو لوبيس دي سيكويرا)، مرورا بالمقاومة الشرسة لسكان المنطقة والهجوم على المحطة وبيعها لاحقا للملك البرتغالي دوم مانويل، وصولا إلى بناء القصبة تحت حكم السعديين وتطويرها تحت حكم العلويين حتى اليوم.
كما تناولت المسرحية البعد الروحي للمكان، من خلال شخصيتي (لالة يمينة) (وعبدالله أغناو)، اللذين توجد أضرحتهم داخل القصبة. وأبدع في هذا العرض مجموعة من فناني وممثلي عاصمة سوس مثل بابا علي ورضوان الدمير وغيرهم، مما أضفى على العرض طابعا محليا أصيلا يعكس التنوع الثقافي والثراء الفني للمنطقة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال السيد بنسعيد إن هذا العرض يهدف إلى توظيف الفن المسرحي للتعريف بالقصص المرتبطة بتاريخ موقع قصبة أكادير أوفلا، من خلال إشراك فنانين من أبناء جهة سوس في هذه العروض، مشيرا إلى أن من شأن هذه التظاهرة أن تساهم في إشعاع مختلف المواقع الأثرية التي تحتضنها المملكة.
من جهته، أوضح مخرج فعاليات (نوستالجيا – عاطفة الأمس)، أمين ناسور، أن قصبة أكادير أوفلا تعد المحطة السادسة من هذه العروض، التي تمثل جسرا بين الماضي والحاضر، مشيرا إلى أن جمهور سوس سافر خلال هذه الأمسية عبر الزمن إلى الحقب التي عاشها الأجداد.
تقوم فكرة عروض (نوستالجيا ـ عاطفة الأمس) المنظمة من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل على رد الاعتبار للمواقع التاريخية في المغرب، من خلال تمثيل تاريخي دقيق يحاكي الحضارات السابقة التي عمرت بها. تهدف هذه المبادرة إلى تقريب المواطنين والزوار الأجانب من التعرف على تاريخ المواقع الأثرية للمملكة.