منذ حلقته الاولى خلق المسلسل الرمضاني ” أولاد .ايزة” الذي تبثه القناة الأولى، جدلا واسعا وانتقادات كذلك، بين من اعتبره تنقيصا وتطاولا وتحقيرا لرجال التعليم، وبين من اعتبر الأمر يندرج في إطار تكسير الصمت عن واقع ظل مسكوت عنه ويتطلب معالجته كظاهرة..
المسلسل تحول إلى مادة للنقاش على مواقع التواصل و انتشرت بالموازاة مع ذلك قصاصات تستنكر الطريقة والصورة التي بدى عليها رجل التعليم من خلال لباسه وطريقه حديثه والتي اعتبرها كثيرون بأنها تسيء لهذه الفئة، متسائلين عن .الأهداف من وراء تمرير ذلك، ومطالبين الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها.
كما يظهر أن السلسلة الكوميدية. “أولاد يزة” لا تحمل من الكوميديا سوى الإسم.. فكلها تهريج في تهريج وافتعال في افتعال، بحيث لم تراعى فيها أبسط مقومات العمل الفني المقبول.
فمن عيوبها الظاهرة للعيان، على سبيل المثال، التقارب في السن بين الممثلة دنيا بوطازوت (مشخصة دور الأم .الأرملة يزة) والممثليين أحمد الشركي (في دور الإبن مراد القادم من فرنسا رفقة زوجته) وعبد الفتاح الغرباوي (في دور الإبن علي المقيم مع يزة بالبادية)، بالإضافة إلى الممثلة سكينة درابيل (في دور الشابة التي يعشقها الإبن العازب ويرغب في تزوجها)… وهذا يعني أن هناك خلل في الكاستينغ، ينزع كل مصداقية عن أداء هؤلاء الممثلين الرئيسيين الأربعة، وخاصة منهم بوطازوت و درابيل اللتان لهما طاقات هائلة في التشخيص تم هدرها في هذا العمل التافه الذي يسيء إلى تاريخهما الفني أكثر مما يغني تجربتهما في الأداء التلفزيوني.
و يبدو أن غياب السيناريو المقنع والمتماسك الخيوط وعدم التروي في اختيار الممثلين المناسبين لتقمص بعض الأدوار والتسرع في الإنجاز هي العوامل الأساسية التي تجعل من هذا المنتوج رقما إضافيا، لا أقل ولا أكثر، في قائمة الأعمال الر.ديئة والفاشلة التي دأبت قناتنا “الأولى” على صرف المال العام في إنتاجها،
و دفعت تجاوزت هذا العمل بنقابة تعليمية الى توجيه رسالة الى الهيئة العليا للسمعي البصري قصد تنبيه معدي العمل الى الاهانات التي وجهوها الى رجال ونساء التعليم.