المحكمة الابتدائية بإنزكان تدين الداعية أبو عمار بتهم القذف والتشهير
إنزكان، 20 مايو 2024 – قضت المحكمة الابتدائية بإنزكان اليوم الإثنين بإدانة الداعية السلفي المعروف بـ”أبو عمار” بثمانية أشهر حبسا موقوف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 10,000 درهم، مع تحميله الصائر والإجبار في الأدنى.
كان وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بإنزكان قد قرر متابعة الداعية في حالة سراح بعد دفعه كفالة قدرها 5,000 درهم. جاء ذلك إثر اتهامه ببث وقائع كاذبة بقصد المس بالحياة الخاصة، والتشهير والقذف بحق صحافية وفنان أمازيغي، بناءً على الفصول 447-2 و442 من القانون الجنائي.
تعود جذور القضية إلى شهر فبراير الماضي، حينما أثار “أبو عمار” جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بعد هجومه على الإعلامية فرح الباز، الصحافية بموقع “كيفاش” وإذاعة “ميد راديو”، خلال استضافتها الفنان الأمازيغي احماد أوطالب المزوضي في إحدى البرامج. وتقدم الفنان والصحافية بشكايتين لدى مصالح الأمن بمدينة أيت ملول، يتهمان فيها الداعية بالقذف والتشهير عبر فيديوهات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد أثارت تصريحات “أبو عمار” موجة من الاستنكار بين الفعاليات الإعلامية، حيث عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن تضامنها مع الصحافية فرح الباز، مشيرة إلى أنها تعرضت لهجوم لفظي عنيف تضمن عبارات حاطة بكرامة المرأة المغربية. وأكدت النقابة في بلاغها أن هذا الهجوم جاء في وقت حققت فيه البلاد تقدما كبيرا في مجال حقوق المرأة.
أضافت النقابة أن “أبو عمار” لم يكتف بالهجوم على فرح الباز بل حاول فرض وصايته على عملها المهني، منتقدا طريقة لباسها وداعيًا إياها لعدم استضافة “أمثال” الفنان المزوضي، المعروف بغنائه الهادف ونصرته للقضية الأمازيغية. وأشارت النقابة إلى أن هذا التصرف ليس الأول من نوعه، حيث سبق للداعية أن هاجم العديد من المفكرين والفنانين، مما يعكس تشبعه بفكر متطرف دخيل على المجتمع المغربي المعروف بتسامحه واعتداله.
وأكدت النقابة في بلاغها أنها ستقف بجانب الصحافية فرح الباز في كل ما قد تقرر اتخاذه من خطوات قانونية، منددةً باستهداف الصحافيات والصحافيين بتصريحات تهدد سلامتهم النفسية والجسدية. كما نبهت إلى خطورة خطابات الفتنة والتفرقة التي يروجها بعض الدعاة المتطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبة الجهات الأمنية بالتدخل لوضع حد لهذه التهديدات.
وفي فيديوهات أخرى، هاجم “الشيخ” أبو عمار عددا من الفنانين الأمازيغ ورموز الثقافة الأمازيغية، حيث انتقد الموسيقى الأمازيغية واحتفالات إيض ايناير، مما يعكس توجها عدوانيا تجاه مكونات الثقافة المغربية المتنوعة.
إن الحكم الصادر اليوم يمثل رسالة واضحة لكل من يسعى لبث الفتنة والتشهير بالآخرين، ويؤكد التزام القضاء المغربي بحماية حقوق الأفراد وصون كرامتهم في مواجهة خطابات الكراهية والتطرف.