بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ، اكادير،غشت،2024.
المتتبع لشبكات التواصل الإجتماعي سيدرع انه في الآونة الأخيرة بدأت تظهر نساء بأشكال وصفات و توجهات مختلفة ،كلها تتجه الى ما يمكن تسميته “إستعادة المرأة لأنوثتها في علاقتها نع زوجها “, الأمر بدا و كأن هناك توجه من نساء في مراكز مختلفة في المجتمع تعمل على توعية النساء بضرورة الحرص على اداء وظائفهن الكونية إتجاه الرجل .
ويبدو ان هذا النقاش حكمته معطيات طفت الى السطح من ابرزها الارتفاع المهول لحالات الطلاق ، والذي يحدث في اوساط الطبقة المتوسطة .
زيادة على حدوث تصادم بين الزوجين حتى وإن لم يفضي الزواج الى طلاق ، يدفع ضريبته الابناء ،مما اصاب المجتمع بتفكك اسري بسبب الصدام الناتج عن إختلال في الادوار و المسؤوليات .
ادركت هؤلاء النساء أن كل ما تحققه المرأة من فرض نفسها في المجتمع ، ومهما وصلت درجات المناصفة في التشريعات و توزيع المسؤوليات ، فإن النساء لا يمكنهن تغيير طبيعتهن التي زرع الله فيهن و لعل اجلها واعظمها الحمل و الولادة و الرضاعة و التربية و الامومة الطافحة .
فليس المهم ان تلد المرأة و لا ماذا ستلد ،لكن الاهم مع من ستلده ،من هو هذا الرجل القادر على مواصلة المشوار حتى النهاية .
وسيكون من الإخلال بالطبيعة البشرية للنساء بأن نكتفي بالإنجاب و توكل باقي المراحل لخادمة او مربية بحجة العمل و كثرة المسؤوليات في مختلف الواجهات .
الاشرطة التي تعرض على شبكات التواصل الإجتماعي بدأت ايضا تركز على موضوع هو من صلب كينونة الانثى ، وهو الإهتمام بالزوج ، و الحرص على تخفيف اعباء الحياة عليه بما وهب الله للمرأة من احاسيس و تحمل و انوثة ،
وتصرح السيدات في هذه الاشرطة ان مطالبة الزوج بالمثل لا تأتي على شكل سباق او عناد ،من يسبق ومن يبادر ، الامر محسوم للزوجة والا فلماذا سميت بربة البيت .
بقدرما لا يجب على الزوج ان ينشغل عن زوجته و بيته بالعمل ، فلا يمكن في الوقت نفسه للزوجة ان تنشغل عن زوجها بالاولاد او العمل او حتى اشغال البيت .
عندما تعتقد الزوجة ان المرجع في المعاملة و العيش المشترك هو الحب ،نعم وهذا اساسي ،ولكن عليها ان تدرك انه يكون ايضا ولزوما وفق عادات وتقاليد البلد وكلها مستمدة من الشريعة الإسلامية في جوهر رسمها لتلك العلاقة بان جعلهن مسكنا لهم و جعلهم مسكنا لهن .
تذهب بعض هذه الفيديوهات الى دفع النساء للإعتقاد ان الزوج هو طفل جاء من عند والدته ،وان الزوجة عليها ان تكون عوضه في كل ما يعتبر انه يلخصه فيك وهو يتخدك شريكة حياته .
ولكن ماهو مؤكد ان هذه الحركة ـإن اردنا توصيفها بذلك ـ بدات تتبلور بعد ان تملكت النساء كل المسؤوليات و سجلن حضورهن في كل الواجهات و ادركن مع مرور الوقت ،ان الانثى خلقت لتعيش انوثتها مع ذكر يناسبها مثل ما يحدث في كل الكائنات حتى النباتات منها .
وسط مجتمع يريد تكريس قوامة الرجل على المرأة ، اصبح النجاح المهني و المالي و المركز الإجتماعي و الشهادة العليا عند النساء عائقا امام زواجهن ، لان الرجال انفسهم مع توالي الاجيال بدأ يتكون عندهم الحنين الى ربة البيت التي تمنح الرجل الدفئ الاسري و الحب و الامومة في بعض جوانبها .
هن واعيات بادوارهن كنساء ، و يدركن بالفطرة ان انوثتهن لا يجب ان تضيع وسط زحام الحياة ، وان الانوثة ليست هي الزينة و العطر و الملبس ، الانوثة تشترط وجود ذكر يحضنها ويتفاعل معها ويرعاها و ترعاه و يسكن اليها و تسكن اليه .
فهل هذا معناه ان وجود الرجل في حياة المرأة ضرورة ؟
ما هو مؤكد ان الله خالق الكون إحتفظ بالوحدوية لنفسه ،وجعل كل الكائنات مثنى ، من اعضاء الانسان ندرك ان الجسم كلما فيه عضو مزدوج تعاون و تكافل كالعين والاذن و اليدين وخلاف ، لكن العضو الواحد الذي ليس منه اثنان فيحتاج الى انثى كما تحتاج الانثى الى الذكر ، فيعانق الحضن حضن الآخر و تتطابق الشفاه وتلتصق الرؤوس ، و يكون التناكح ،و تولد الحياة في كائن آخر .
إن هذه الحركة التي بدأت تشق بنقاشاتها اوساط الرجال و النساء اعتبرها دعوة للعودة الى حضن الاسرة للزوجين ، ودعوة للطرفين ليمارسا طبيعتهما البشرية في ان يتحابا و يتعايشا و يتكاملا و يسيرا معا في طريق، الذكر فيه ذكر و الانثى انثى …
فهل تعتبرون ؟