الشباب والرباب .. دورة تكوينية لتعزيز التراث الموسيقي بالدشيرة الجهادية
الدشيرة الجهادية متابعة زين الدين بواح
شهدت مدينة الدشيرة الجهادية حدثاً ثقافياً مميزاً تمثل في تنظيم دورة تدريبية مكثفة لتعليم آلة الرباب، وذلك في إطار مهرجان الرباب في دورته الأولى الذي تنظمته جمعية ميجاوي للثقافة والفنون ايام 13، 14 و15 دجنبر الجاري، بالتعاون مع جماعة الدشيرة الجهادية. و استفاد من الدورة حوالي عشرين شاباً وشابة من أبناء المدينة، وهو ما يعكس حرص المنظمين على نقل هذا التراث الثقافي العريق إلى الأجيال الجديدة والحفاظ عليه من الاندثار.
وركزت الدورة على تعليم المشاركين تاريخ آلة الرباب وأهميتها في التراث الموسيقي المغربي، إضافة إلى تلقينهم ابجديات العزف عليها وصقل مهاراتهم الفنية. كما تم توفير بيئة تعليمية محفزة، من خلال تزويد المشاركين بكافة الأدوات والمعدات اللازمة، وجلب أساذ متخصص في الرباب لتأطير الورشة التكوينية.
وفي هذا السياق، أكد العربي مجاوي، رئيس جمعية ميجاوي للثقافة و الفنون، أن تنظيم الدورة هو ثمرة شراكة ناجحة بين الجمعية وجماعة الدشيرة الجهادية، حيث تضافرت جهود المؤسستين لإنجاح هذا الحدث الثقافي. وتعتبر هذه الشراكة مثالاً على التعاون المثمر بين المؤسسات المنتخبة و المجتمع المدني، الذي أسهم في الحفاظ على التراث الموسيقي الأمازيغي المغربي وتنمية مواهب الشباب.
من جانبه، أشار عمر بواح، مسؤول التواصل بالمهرجان، إلى أن هذه الدورات تأتي في إطار الاهتمام المتزايد بالحفاظ على التراث اللامادي الأمازيغي المغربي، خاصة في مجال الموسيقى. فالرباب يعد من الآلات التقليدية التي تمثل جزءاً من هوية المغرب الثقافية، وتعد وسيلة للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر الشعبية. و من خلال تعليم الشباب هذه الآلة، نساهم في الحفاظ على هذا التراث الثقافي ونقل قيمه للأجيال المقبلة.
ختاماً، يعد تنظيم هذه الدورة خطوة مهمة في إطار إحياء التراث الموسيقي المغربي. كما يأمل المنظمون أن تلهم هذه المبادرة تنظيم المزيد من الفعاليات الثقافية في مدن المغرب المختلفة، لتعزيز الهوية الثقافية الوطنية والحفاظ على التراث الموسيقي للأجيال القادمة.