97 مليون درهم لترميم أحلام ساكنة تسينت: مشاريع طموحة في خدمة التنمية المستدامة
متابعة زين الدين بواح من تيسينت

احتضنت جماعة تسينت صباح اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025، لقاءً تشاورياً مهماً ترأسه عامل إقليم طاطا، بحضور عدد من المسؤولين على مختلف المستويات المحلية والجهوية. حيث ضم الحضور كلاً من المفتش الجهوي لإعداد التراب الوطني والتعمير والهندسة المعمارية، المدير العام للشركة الجهوية المتعددة الخدمات سوس ماسة، ممثل رئيس مجلس جهة سوس ماسة، و الكاتب العام للعمالة، رئيس المجلس الإقليمي لطاطا، رئيس دائرة فم زكيد، رئيس جماعة تيسينت، قائد قيادة تسينت، إلى جانب رؤساء المصالح الخارجية الجهوية والإقليمية، وأعضاء جماعة تسينت، بالإضافة إلى عدد من ممثلي الهيئات المدنية.
جاء هذا اللقاء ليتناول برنامج التنمية المندمجة لمركز تسينت، وهو برنامج طموح يستهدف تطوير المركز وجعله نموذجاً للتنمية المستدامة. كما يهدف البرنامج، الذي سيتم تنفيذه خلال الفترة من 2025 إلى 2026، إلى تعزيز البنيات التحتية، و تحسين المشهد العمراني، ورفع جودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة. وقد تم تحديد أولويات المشاريع بناءً على دراسة تشاركية أعدها مكتب دراسات بتكليف من المفتشية الجهوية للتعمير والهندسة المعمارية، مع الأخذ بعين الاعتبار احتياجات السكان وخصوصيات المركز.
هذا البرنامج الطموح يندرج في إطار شراكة بين مجموعة من الأطراف، من بينها وزارة إعداد التراب الوطني، وزارة الاقتصاد والمالية، مجلس جهة سوس ماسة، المجلس الإقليمي لطاطا، شركة العمران سوس ماسة، بالإضافة إلى جماعة تيسينت. و تم تخصيص غلاف مالي قدره 97 مليون درهم لتنفيذ هذه المشاريع التي تعد خطوة مهمة نحو تحسين جودة الحياة في المركز وضمان تنمية شاملة ومستدامة.
توزعت المشاريع المقترحة على خمسة محاور استراتيجية أساسية. أولها تقوية البنية التحتية الأساسية، التي تشمل تحسين الطرق، و بناء شبكة الصرف الصحي، وتوسيع شبكة الإنارة العمومية. هذه المشاريع تهدف إلى تلبية احتياجات السكان اليومية وتوفير بيئة حضرية مريحة وآمنة. المحور الثاني يتعلق بالتهيئة الحضرية وتأهيل الأحياء التي تعاني من نقص في التجهيزات الأساسية. هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية في المناطق المهمشة، مما يسهم في تحسين جودة الحياة وتوفير بيئة سكنية لائقة.
في ما يركز المحور الثالث من البرنامج على التنمية الاقتصادية، ويهدف إلى دعم النشاط الاقتصادي المحلي من خلال تشجيع الاستثمار وخلق فرص العمل. من المتوقع أن تساهم هذه المشاريع في تحفيز القطاعات الاقتصادية المحلية، مما يعزز من قدرة المركز على مواجهة التحديات الاقتصادية ويسهم في تحسين دخل السكان. في حين يأتي المحور الرابع لتحسين المرافق العمومية و بهدف الى تحسين جودة الخدمات العامة وضمان وصول المواطنين إلى خدمات أساسية عالية الجودة.
أما المحور الخامس، فيتعلق بحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة، حيث سيتم تنفيذ مشاريع تهدف إلى مكافحة التلوث، وتعزيز جمالية المركز وخلق فضاءات خضراء، هذه المشاريع ستساعد على تحسين الوضع البيئي في المركز وتضمن استدامة التنمية على المدى الطويل.
ومن بين المشاريع المميزة التي تم التطرق إليها في اللقاء، جاء مشروع التطهير السائل لمركز تسينت، الذي وصل إلى مراحل متقدمة من الإعداد، والذي سيتم تنفيذه بتكلفة قدرها 24.7 مليون درهم. هذا المشروع، الذي يتم تمويله من قبل البرنامج الوطني للتطهير السائل، مجلس جهة سوس ماسة، المجلس الإقليمي لطاطا، والمجلس الجماعي لتسينت، يعتبر خطوة هامة نحو تحسين الوضع البيئي في المنطقة وضمان صحة وسلامة السكان.
في إطار سعي الأطراف المتدخلة لتسريع وتيرة تنفيذ هذه المشاريع، تم فتح نقاشات مستفيضة بين جميع الجهات المعنية لتذليل العقبات التي قد تواجه تنفيذ المشاريع وضمان تحقيق الأهداف المرجوة في الوقت المحدد. وقد تم التأكيد على ضرورة التنسيق والتعاون بين مختلف الشركاء لضمان نجاح هذه المبادرات وتحقيق التنمية المنشودة.
وفي ختام اللقاء، صرح الدكتور مبارك ادعمار، رئيس جماعة تسينت، بأن اختيار تسينت كمركز صاعد ضمن 11 مركزاً على المستوى الوطني جاء نتيجة لموقعها الاستراتيجي المتميز وإمكاناتها السياحية الكبيرة. أشار إلى أن تسينت تتمتع بتراث معماري غني، مواسم ثقافية ودينية ذات بعد تاريخي، مناظر طبيعية خلابة، بالإضافة إلى موارده المائية التي تمثل عنصراً مهماً في التنمية المستدامة. كما أكد على أن هذا البرنامج يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة تسينت كمركز حيوي ومؤثر في المنطقة، موجهاً شكره لكافة الشركاء والمتدخلين في إنجاح هذا المشروع، وعلى رأسهم السيد عامل إقليم طاطا، صلاح الدين امال.
يمثل هذا اللقاء التشاوري نقطة انطلاق نحو تحقيق التنمية المندمجة لمركز تسينت، ويؤكد التزام جميع الأطراف المعنية بتحقيق رؤية طموحة تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، مما يجعل تسينت نموذجاً للنجاح في مسيرة التنمية الشاملة.