
لا حديث في مدينة الأخصاص هذه الأيام إلا عن الظاهرة المتنامية للتشرد، حيث أصبحت أعداد المتشردين تثير قلق الساكنة وتساؤلاتهم، خصوصًا مع الحديث المتداول عن إمكانية تنقيلهم من جهات أخرى نحو المدينة في غياب أي مقاربة اجتماعية واضحة.
إن ترك هؤلاء الأفراد يبيتون في العراء دون مأوى أو رعاية، لا يمثل فقط مشكلًا اجتماعيًا وإنسانيًا، بل بات أيضًا يشكل خطرًا على أمن وسلامة الساكنة، خاصة في ظل غياب أي إجراءات وقائية من لدن السلطات.
نحن لا ندين وجود هؤلاء الأشخاص في حد ذاته، فكل إنسان في وضعية هشاشة يستحق العناية وليس الإقصاء، لكن ما نرفضه هو أن تتحول الأخصاص إلى “محطة استقبال” لهؤلاء دون تنسيق، ولا دون تدخل من الجهات المعنية لتوفير بدائل إنسانية تحفظ كرامة الجميع.
على السلطات الإقليمية والمصالح الاجتماعية أن تتحرك بشكل فوري لوضع حد لهذا الإهمال، واتخاذ قرارات مسؤولة تحفظ الأمن العام وتراعي في نفس الوقت البعد الحقوقي والإنساني لهؤلاء المتشردين.
مدينة الأخصاص ليست الهامش الذي يُلقى فيه من تم التخلي عنهم، بل مدينة لها من الكرامة والوعي ما يجعلها ترفض هذا الأسلوب غير المسؤول في التعامل مع القضايا الاجتماعية.