مهرجان الواحة للحناء والفنون يعود في دورة رابعة بأيت وابلي اقليم طاطا
زين الدين بواح

تعيش جماعة أيت وابلي بإقليم طاطا على إيقاع الاستعدادات الأخيرة لانطلاق فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الواحة للحناء والفنون، الذي ستنظمه جمعية مهرجان الواحة لفنون أحواش في الفترة الممتدة من 22 إلى 25 شتنبر 2025.
ويأتي هذا الموعد الثقافي والفني الكبير بدعم من وزارة الانتقال الرقمي والتنمية المستدامة، ووزارة الشباب والثقافة والاتصال – قطاع الثقافة، وجهة سوس ماسة، والمركز الجهوي للتنمية الثقافية بأكادير، وبتعاون وثيق مع الجماعة الترابية لأيت وابلي.
ويُقام المهرجان هذه السنة تحت شعار: “التراث أمانة”، في تزامن مع الموسم السنوي للولي الصالح بوبراهيم الشيخ بمدشر تزكي إيرغن. وهو بذلك يجمع بين البعد الديني والروحي للموسم، والبعد الثقافي والفني للمهرجان، ليشكل محطة سنوية متميزة تعكس غنى المنطقة وتنوعها الحضاري.
تهدف هذه الدورة إلى تسليط الضوء على المؤهلات التراثية والثقافية التي تزخر بها واحات أيت وابلي، باعتبارها مجالاً بيئياً وإيكولوجياً بامتياز، غنيّاً بواحات النخيل والنباتات الطبية والعطرية. كما يسعى المهرجان إلى التعريف بالحناء المحلية، المشهورة بجودتها العالية على الصعيد الوطني، إلى جانب مختلف المنتجات الواحاتية التي تمثل رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة.
وتعتبر هذه التظاهرة الثقافية أيضاً مناسبة لتعزيز قيم الوعي الجماعي بضرورة المحافظة على هذا التراث المادي واللامادي، من خلال تشجيع الإبداع الفني وصون فن **أحواش** العريق بمختلف أنماطه وتجلياته، إلى جانب تأطير الأجيال الصاعدة من الشباب للحفاظ على هذا الموروث وضمان استمراريته.
وسيكون جمهور المهرجان على موعد مع برنامج غني ومتنوع، يشمل تنظيم ندوات فكرية وعلمية بمشاركة باحثين وأكاديميين متخصصين، تلامس موضوعات “التراث اللامادي” و”المنتجات المحلية”، إلى جانب معرض يضم منتجات الصناعة التقليدية والمنتجات المجالية. كما يتضمن البرنامج مسابقات جهوية في الطبخ الواحاتي الأصيل، وطقوس تحضير الشاي، وفنون النقش بالحناء، إضافة إلى المسابقة الكبرى لفن أحواش وعروض التبوريدة التقليدية التي تُضفي على الحدث طابعاً احتفالياً مميزاً.
أما على المستوى الفني، فستعرف سهرات المهرجان الكبرى التي ستقام أيام 23 و24 و25 شتنبر، مشاركة فرق موسيقية ومجموعات غنائية من مختلف مناطق المغرب، ستقدم للجمهور لوحات فنية متنوعة تُبرز غنى الموروث الغنائي المغربي. كما سيتم تكريم شخصيات وفعاليات جمعوية تركت بصمتها في خدمة المنطقة، تجسيداً لتقليد العرفان الذي دأب عليه المهرجان منذ انطلاقته.
إن الدورة الرابعة من مهرجان الواحة للحناء والفنون بأيت وابلي ليست مجرد موعد احتفالي، بل هي فضاء للتلاقي بين الماضي والحاضر، ولتثمين التراث المحلي وربطه بآفاق التنمية المستدامة. كما تشكل فرصة لتعزيز إشعاع المنطقة على المستويين الوطني والدولي، باعتبارها قبلة سياحية وثقافية تستحق التعريف والدعم.
وتوجه إدارة المهرجان دعوتها لكافة وسائل الإعلام الوطنية والجهوية لتغطية هذه التظاهرة الكبرى، والمساهمة في إبراز رسالتها الثقافية والتنموية.