الوالي سعيد أمزازي.. بين حملات التبخيس وحقيقة الميدان

العربي ارموش
من المثير للاستغراب أن يتحول النقاش حول التنمية بجهة سوس ماسة إلى تبخيس لشخص الوالي سعيد أمزازي، عبر اختزال عمله في صور أو أنشطة بروتوكولية، وكأن مهمة ممثل جلالة الملك بالجهة لا تتجاوز حدود العدسات. هذا الخطاب، الذي يفتقر إلى الإنصاف والموضوعية، لا يخدم سوى أجندات سياسية ضيقة تسعى إلى التشويش على مجهودات السلطة الترابية.
الواقع أن الوالي أمزازي يشتغل بجدية وبروح وطنية عالية، ويخوض يوميًا معركة حقيقية ضد تراكمات عمرت لسنوات طويلة في قطاعات الصحة والسكن والبنية التحتية. ومن العبث أن نُحمّله وحده وزر اختلالات بنيوية أنتجتها سياسات عمومية ممتدة لعقود، بينما المطلوب هو دعم عمله ومساءلة كل الأطراف المعنية، من سلطات منتخبة وإدارات قطاعية.
أما مسألة ظهوره المتكرر إلى جانب رئيس الحكومة ورئيس جماعة أكادير، السيد عزيز أخنوش، فهي ليست ترفًا إعلاميًا ولا دعاية مجانية كما يحاول البعض تصويرها، بل هي جزء من مسؤولية مؤسساتية يفرضها منطق التنسيق الضروري لإنجاح المشاريع. كيف يمكن الحديث عن تنمية المدينة في غياب تلاقي السلطة المحلية مع رأس الجماعة المنتخب؟ أليس من البديهي أن تكون هناك صور وأنشطة مشتركة بين الطرفين؟
إن من يسعى لتأويل تلك الصور على أنها ولاء سياسي أو حملة دعائية، إنما يغالط الرأي العام ويُسيء لصورة الدولة نفسها، لأن الوالي يظل، أولًا وأخيرًا، ممثل الملك، وولاؤه الوحيد هو للوطن وللتوجيهات الملكية السامية التي تضع المواطن في صلب الأولويات.
لقد آن الأوان للتوقف عن جلد الأشخاص والاشتغال بمنطق المزايدات، والانتقال إلى دعم الجهود الميدانية وتقديم النقد البناء المبني على معطيات واقعية. فالوالي سعيد أمزازي ليس خصمًا سياسيًا لأحد، بل رجل دولة في موقع مسؤولية، يعمل على مواجهة إكراهات صعبة، في وقت يحتاج فيه المواطن السوسي إلى تكاثف الجميع لا إلى تشتيت الجهود.