مهرجان أزوران: عندما يصبح التراث قصة تُروى بأنامل الإبداع

اختتمت فعاليات مهرجان أزوران في نسخته الثانية، الذي نظمته جمعية باني للتنمية والمحافظة على التراث، فعالياته بنجاح، بعد ثلاثة أيام من الأنشطة المميزة التي جرت من 20 إلى 22 فبراير 2024 في دواوير جماعة تيسينت بإقليم طاطا. المهرجان جذب جماهير غفيرة من مختلف المناطق، حيث جسّد الاحتفاء بالتراث والثقافة المحلية.
كان المعرض المخصص للمنتجات المجالية، والذي شارك فيه أكثر من 20 عارضًا من تعاونيات وجمعيات مهنية، أبرز معالم الحدث، إذ قدم للحرفيين المحليين فرصة لعرض منتجاتهم وتسويقها، مما أسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وفتح آفاق جديدة لمنتجات المنطقة.
في إطار مواكبة التطور التكنولوجي، نظمت الجمعية دورة تكوينية حول “الأمن الرقمي وأدوات الذكاء الاصطناعي” استفاد منها 32 شابًا من أبناء الجماعة. الدورة التي أشرف عليها الأستاذ سعيد اوعبو من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، هدفت إلى تطوير المهارات الرقمية للشباب وتمكينهم من التكيف مع تحديات العصر الرقمي.
كما تميز المهرجان بتنظيم سباق على الطريق، شارك فيه أكثر من 160 عداءً من مختلف دواوير الجماعة. السباق أضاف بعدًا رياضيًا حماسيًا للمهرجان، حيث شجع على ممارسة الرياضة ودعم الوعي الصحي في المنطقة.
وبالنسبة للجانب الفكري، شهدت قاعة اجتماعات جماعة تيسينت مائدة مستديرة حول “التشغيل والمقاولاتية لدى الشباب”، حيث تم مناقشة التحديات التي يواجهها الشباب في سوق العمل وطرح حلول مبتكرة لتحسين الفرص المتاحة.
وفي إطار التوعية الصحية، تم تنظيم حملة تحسيسية حول داء بوحمرون بالمركز الصحي، مساهمةً من المهرجان في رفع الوعي الصحي لدى سكان المنطقة.
أما في المساء، فقد أضحت تيسينت وجهة للفن والموسيقى، حيث استمتع الحضور بسهرات فنية متنوعة، أحيتها فرق محلية ووطنية مثل أحواش تيسينت، كدرة دوبلال، أحواش تيفرخين ن أودرار، فرقة الدقة المراكشية، مجموعة أقا سايس، ومجموعة أشبال واد نون للطرب الحساني في اليوم الأول. وفي اليوم الثاني، تألقت فرقة أحواش شباب آيت ياسين بحضور الشاعرين علي أوماني ومحمد خخوشي، إلى جانب مجموعة أورتان الغنائية. واختتم المهرجان بسهرة فنية مع الرايس محمد المرجان ومجموعة أجيال سوس، تحت إشراف الإعلامي عبد الرحمن الرامي الذي تولى تنشيط الحفلات.
وبذلك، أسدل مهرجان أزوران في نسخته الثانية ستائره، تاركًا بصمات واضحة في قلوب الحاضرين، ومعززًا من مسيرة التنمية المحلية والحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة.